كيروش يفتح النار: الكرة تحولت إلى تجارة والمدربون فقدوا أهميتهم
حذر البرتغالي كارلوس كيروش المدير الفني للمنتخب القطري لكرة القدم، من أن كرة القدم العالمية تواجه “مخاطر جسيمة” بعد أن تحولت إلى ساحة للأعمال، حيث تقوم شركات ذات مصالح بإدارة أمورها ويكون همها الأول تحقيق الأرباح دون النظر إلى الأمور الفنية.
وأكد كيروش، في تصريحات لموقع الاتحاد القطري ونقلتها وكالة الأنبار القطرية أن توليه مهمة تدريب العنابي تعد مصدر فخر واعتزاز، لكنها في الوقت نفسه مسؤولية كبيرة، مشددا على أن الثقة التي أولاها إياه المسؤولون في الاتحاد القطري تمثل إشادة بكل ما قدمه لكرة القدم كمدرب على مدى أربعين عاما.
وقال كيروش، الذي بلغ عامه السبعين، إنه مدين لكرة القدم، فمن خلالها اختبر العالم بشكل كبير وخاض العديد من التجارب الإنسانية والاجتماعية والثقافية الفريدة.
40 عاما مدربا
وحول رمزية مرور 40 عاما من العمل كمدرب قال كيروش: تظل القيمة الرمزية نفسها كما هو الحال دائما، وهذا هو الشغف بلعبة كرة القدم التي لا تزال هي الشعلة التي تحترق، وهي مصدر تحفيزي الذي يحثني على الاستيقاظ كل يوم بحثا عن التحسين، فأنا أتحسن دائما لأكون قادرا على الاستمرار في تقديم مساهمتي في تطوير اللاعبين وبناء الفرق للمنافسة، وفي النهاية الاستمتاع بتلك النتيجة الفريدة التي تجلبها لنا كرة القدم سواء التعلم أو الفوز، فمعهما أشعر بالرغبة والمثابرة في العمل، وتقديم شيء جديد دوما.
ويرى كيروش أن عالم التدريب مر بمراحل صعبة في السابق، وهي الفترة التي أطلق عليها ما يسمي بـ «خطايا التقدم»، ثم فيما بعد أدى تطور التدريب إلى عودة اللعبة إلى محتوى ومنهجية التدريب، وذلك بعد تعزيز المفاهيم والأساليب، والأساسيات الفنية والتكتيكية والبدنية والعقلية للاعب، لتتوافق مع كرة القدم المعاصرة، لافتا إلى أن التحدي الأكبر يبقى الفكر، وكل ما يتعلق بتدريب اللاعب على صنع القرار، من مستوى الشباب إلى المنافسة العالية الاحترافية.
لعبة التجارة
وعن كرة القدم المعاصرة يقول المدرب الذي قاد منتخبات البرتغال وجنوب إفريقيا وإيران وكولمبيا ومصر: نعم، لا تزال هذه اللعبة تحتوي على آثار أخلاقيات كرة القدم الأصلية، لكنني اليوم أفضل أن أسميها لعبة «التجارة» التي أضحت الفائز في النهاية، ففي الأصل من المفترض أن تنشئ المسابقات أولا ثم تأتي المكاسب المالية والمزايا التي يحصل عليها الأبطال، لكن اليوم يتم إنشاء المكاسب المالية وحسابها، ثم تتم إقامة المسابقات.
وشدد كيروش، صاحب الخبرات الواسعة في تدريب المنتخبات في بطولات كأس العالم، على أنه يجب أن يكون الأمر متروكا دائما للمدربين؛ نظرا لمسؤوليتهم ومطالبهم بضرورة وأهمية رعاية اللعبة، والدفاع والترويج للمفهوم السامي للانتصار كفريق، وفي الوقت نفسه ضمان الأخلاقيات الأساسية للعبة.
لحظات فريدة
وعن أجمل الذكريات التي عاشها في كرة القدم على مدى العقود الأربعة كمدرب: قال كيروش: عشت لحظات فريدة مع عائلة كرة القدم لذلك أرغب في تسليط الضوء على المديرين وطاقم التدريب الخاص بي وخاصة اللاعبين، الذين أدين لهم بالكثير مما أنا عليه اليوم، وأشعر بالامتنان لهم إلى الأبد.
وحول أبرز اللحظات التي ميزت حياته المهنية، قال المدرب المخضرم أن كأس العالم 1966 كان لها تأثير عليه في فترة الشباب، ثم كأس العالم 1982، حيث أتيحت له فرصة تحليل خصوم المنتخب البرازيلي، أما اللحظة الثالثة فهي الفوز بكأس العالم تحت 20 سنة مع البرتغال عام 1991.
وختم كيروش حديثه: اللحظات الثلاث التي ذكرتها هي التي رسمت ملفي الشخصي وحددت مستقبلي المهني، لكن قبل كل شيء يظل أهم مرجع في حياتي هو والدي، الذي كان أيضا لاعب كرة قدم ومدربا، ونظرا لعدم تمكني من أن أكون لاعبا أفضل منه، كنت أحاول أن أصبح مدربا أفضل، لكنني لم أحصل على هذا أو ذاك، فأنا مدين له بكل شيء وله أهدي كل شيء.