بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ

الدولة المنظمة 2022أخبار شامبيونز

تكلفة جنونية ومكاسب هزيلة.. شبح الخسائر يطارد قطر بسبب المونديال

أسبوعا واحدا فقط ويكون عشاق الساحرة المستديرة حول العالم على موعد مع وجبة رياضية دسمة من المنتظر أن يقدمها 32 فريقا يتنافسون من أجل الحصول على البطولة الأهم والأشهر والأغلى.

وتستضيف قطر البطولة، في الفترة من 20 نوفمبر الجاري، وحتى الثامن عشر من ديسمبر المقبل، ويرى بعض المحللين والمراقبين أنها ستكون البطولة الأهم والأعظم في تاريخ بطولات العالم، بالإضافة إلى أن قطر أول بلد عربي يستضيف البطولة.

ومنذ الإعلان عن فوز قطر باستضافة البطولة في عام 2009 وضعت الإمارة الخليجية الصغيرة تحت الأضواء وبدأت أنظار العالم تتجه إليها لمتابعة آخر مستجدات استعدادها لاستقبال الحدث العالمي، وما تبع ذلك من أحداث وانتقادات ومقاطعة من دول الجوار كل ذلك أعطى صخبا كبيرا للسنوات التي سبقت استقبال قطر للحدث.

ومنذ الكشف عن حجم الإنفاقات التي كلّفتها الدولة على مدار 11 عامًا سابقين، بدأت الأنظار تتجه نحو قطر شيئًا فشيئًا نظرًا لزيادة حجم التوقعات التي سيشاهدونها مع انطلاق المونديال.


ومع الكشف عن الأموال الضخمة التي أنفقت في طريق استضافة البطولة، سواء على الملاعب أو البنية التحتية أو الفنادق والمساكن وباقي أنواع الضيافة، بدأ المتابعون يتحدثون عن حجم الإنفاق وهل تستطيع الدول التي تستضيف البطولة فيما بعد مجاراة قطر أو التفوق عليها؟.

بيانات الحكومة

وفقًا للبيانات الرسمية التي أصدرتها الحكومة القطرية مؤخرًا وتأكيدات اللجنة المنظمة لكأس العالم 2022، فقد تم إنفاق ما يزيد عن 220 مليار دولار على مشروعات البنية التحتية خلال 11 عامًا أي منذ الإعلان عن فوز قطر بحق تنظيم البطولة، ويعتبر هذا الرقم هو الأعلى على الإطلاق في تاريخ استعدادات الدول لاحتضان كأس العالم.

فجنوب إفريقيا أنفقت نحو 3.3 مليار دولار على البنية الأساسية أثناء استعدادها لاستضافة بطولة 2010 على أراضيها.

في المقابل أنفقت البرازيل التي احتضنت المونديال عام 2014، وقتها أنفقت نحو 11.6 مليار دولار على البنية التحتية فقط، الأمر الذي يدل على أن  الرقم الذي أنفقته قطر على مشروعات البنية التحتية مبلغ قياسي وغير مسبوق وقد لا يتحقق في المستقبل أيضا.


وتقول الحكومة القطرية في بياناتها، أن الدولة أنفقت 7 مليارات دولار فقط على إنشاء الملاعب، حيث قامت بتشييد 8 ملاعب وفقًا لأحد المواصفات العالمية وهي: ملعب البيت الذي سيحتضن افتتاح البطولة، ملعب لوسيل الذي ستقام عليه المباراة النهائية للمونديال، بالإضافة إلى: ملعب خليفة الدولي وملعب الجنوب وملعب المدينة التعليمية وملعب أحمد بن علي، وملعب 974، وملعب الثمامة.

وسعت قطر أيضا أن تبتعد عن النمطية وحاولت تقديم نماذج جديدة وغير مألوفة ،فمثلًا، تم إنشاء ملعب 974 باستخدام حاويات الشحن البحرية، وظهر كأنه مكوّن من قطع مكعبات ويعد أول ملعب مغطى في تاريخ كرة القدم قابل للفك بالكامل.

إلى جانب اهتمام قطر بالتحكم في الطقس الذي سيتواجد فيه العديد من مشجعي كرة القدم القادمين من أماكن باردة ولا يتحملون درجات الحرارة العالية، فقد تم تجهيز كافة ملاعب كأس العالم بتقنية جديدة تدعى “Doctor Cold” تستهدف تبريد الملاعب بشكل تلقائي حتى عندما تفتح أسطح الملاعب.

مشروعات تجارية ضخمة

أنفقت الحكومة القطرية ومسثمرون هناك مليارات على مشروعات تجارية بالجملة، مثل: مراكز التسوق والفنادق وعدد من الساحات الترفيهية لقضاء أوقات ممتعة قبل وبعد المباريات.


وحول هذا الأمر، تقول كارين يانج الباحثة في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، أن ما تفعله قطر يُعرف بإسم: «شيد وسيأتون» وهي الطريقة المتبعة في دول الخليج لزيادة حجم التنمية.

إلى جانب كل ذلك، تم إنشاء ملايين إضافية على مترو الأنفاق والطرق العلوية وتزيين الواجهات والشوارع بالأشجار والنخيل والأزهار المتنوعة، مع إنشاء العديد من الشقق والفيلات الجديدة لاستضافة أكثر من 64 ألف مشجع في مختلف أنحاء البلاد فترة كأس العالم.

كل تلك الانشاءات ساهمت في زيادة عدد سكان قطر بنسبة 67% منذ عام 2011، حيث يعمل في قطاع الإنشاءات نحو نصف القوى العاملة في قطر.

لكن تشير التوقعات أن عدد سكان قطر في ذلك الوقت البالغ نحو 2.8 مليون نسمة من بينهم 85% من المغتربين، متوقع أن ينخفق بنحو 1.2% سنويًا حتى عام 2027. في ظل ارتباط عدد كبير من بين المغتربين بمشاريع شارفت على الانتهاء.

وبرغم من ذلك، ووفقًا لكافة التوقعات الاقتصادية الصادرة عن جهاز التخطيط والإحصاء القطري لعام 2022، فكل ما فعلته دولة قطر مؤخرًا يشير إلى ارتفاع في حجم الازدهار في قطاع الانشاءات بحوالي 12 % من الناتج المحلي الإجمالي.

عائدات كبيرة

أكد ناصر الخاطر الرئيس التنفيذي لكأس العالم 2022، أن العائدات الاقتصادية المتوقع أن تحصل عليها قطر نظير تنظيم تلك النسخة من البطولة ربما ستتخطى حاجز الـ 17 مليار دولار!

وأوضح ناصر الخاطر، أن قطر ستجني عائدات ضخمة أثناء البطولة وكذلك بعد انتهائها، وذلك لما ستفعله الدولة من أجل جذب المزيد من السائحين من مختلف أنحاء العالم.

حيث وضعت اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم 2022، دراسات مختلفة عن العائد المادي من استضافة المونديال في قطر، وجاء البند الأول حول جعل قطر وجهة سياحية رقم 1 للعديد عقب انتهاء البطولة مثلما حدث بالضبط مع جنوب إفريقيا والبرازيل وروسيا في النسخ الثلاث الأخيرة.

ففي جنوب إفريقيا، أكد المسؤولون أن بطولة كأس العالم 2010 ساهمت في ازدهار سياحي غير مسبوق، بعدما زاد عدد السياح ليبلغ أعلى مستوياته قبل جائحة كورونا في عام 2019 نحو 10.2 مليون زائرًا سنويًا

ومن المتوقع أن تزيد مكاسب قطر من استضافة كأس العالم، حيث أكدت اللجنة المنظمة أن الإقبال على شراء تذاكر كأس العالم وصل إلى 80 مليون، بينما تم طرح 3.1 مليون تذكرة في البداية.

إلى جانب ذلك، وفرت قطر أنظمة مختلفة من السكن عبر منصة الإقامة، ويأتي السكن بدعم من الدولة ويبدأ تكلفته 80 دولار. ومع توقعات حضور قرابة مليون نسمة خلال المونديال ربما ستتخطى الأرباح في قطر لما أكثر من المبالغ التي وضعتها اللجنة المنظمة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إعلانات
زر الذهاب إلى الأعلى