انطلاق كأس العالم للأطفال الشهر المقبل في المدينة التعليمية بالدوحة
تنطلق الشهر المقبل منافسات النسخة الرابعة من بطولة كأس العالم لكرة القدم للأطفال «الدوحة 2022»، بالشراكة مع مؤسسة قطر.
وستقام البطولة، التي يشارك فيها 28 فريقا من 25 دولة حول العالم، بالمدينة التعليمية التابعة لمؤسسة قطر في الفترة من 8 إلى 15 أكتوبر المقبل، وستضم 15 فريقا من الفتيان، و13 فريقا للفتيات، من بينها عشرة فرق تضم أطفالا لاجئين أو نازحين، حيث ستجتمع هذه الفرق التي تضم أطفالا من جميع أنحاء العالم للمشاركة في البطولة.
ويتخلل هذه البطولة مهرجان للفنون، ومؤتمر لمناصرة حقوق الأطفال، ودعم للشباب الذين يواجهون ظروفا قاسية على الصعيد الاجتماعي، ليمثل الحدث منبرا للأطفال لمشاركة مطالبهم مع العالم لإنصافهم وتحسين ظروف حياتهم.
إثبات الوجود
وقال جون ورو، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لـ«ستريت تشايلد يونايتد»، المنظمة لكأس العالم لكرة القدم للأطفال، وهي مؤسسة خيرية تقع في المملكة المتحدة وتستخدم قوة الرياضة لتغيير الطريقة السلبية التي يرى بها العالم ويعامل بها الشباب الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى التعليم، إن تنظيم كأس العالم للأطفال يهدف إلى منحهم منبرا لتوصيل أصواتهم، وتعزيز فرصهم لإثبات وجودهم في المجتمع.
ووفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن هناك أكثر من مئة مليون طفل حول العالم بلا مأوى، وليست لديهم أي هوية رسمية أو حقوق قانونية أو فرصة للحصول على التعليم أو الرعاية الصحية، حتى جاءت هذه البطولة لتغير في ذلك الواقع وتمنح هؤلاء الفرصة في الحصول على حقوقهم.
قوة كرة القدم
وأضاف ورو: في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم صوب قطر قبل انطلاق بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، يمكننا إبراز قوة كرة القدم في إحداث التغيير من أجل الصالح الاجتماعي، والمساهمة في التثقيف والتوعية بظروف هؤلاء الأطفال.. ويمكننا معا إحداث التغيير الضروري حتى لا يترك أية طفل دون مأوى.
وسيتم تنظيم بطولة كأس العالم لكرة القدم للأطفال بصورة محاكية لبطولة كأس العالم للكبار، حيث سيتم إجراء قرعة رسمية في 8 أكتوبر لتقسيم الفرق ضمن مجموعات، وبعد الحصص التدريبية، ستنطلق المنافسات بين فرق المجموعات يوم الثلاثاء 11 أكتوبر، لتبلغ النهائيات يوم السبت 15 أكتوبر، على أن تقام المسابقة في حديقة الأكسجين في المدينة التعليمية، التي ستفتح أبوابها للجمهور لحضور المباريات ودعم الفرق المشاركة.
وستشارك في البطولة فرق تمثل كلا من بنجلاديش، بوليفيا، البوسنة والهرسك، البرازيل، بوروندي، كولومبيا، مصر، إنجلترا، المجر، الهند، إندونيسيا، موريشيوس، المكسيك، نيبال، فلسطين، باكستان، بيرو، الفلبين، السودان، المنتدى السوري، تنزانيا، أوغندا، الولايات المتحدة الأمريكية، زيمبابوي وقطر المستضيفة.
برنامج فني
وإلى جانب كرة القدم، ستشارك الفرق في برنامج فني، حيث تعمل الفنانة القطرية مريم فرج السويدي مع الأطفال لتعزيز مفهوم الهوية لديهم، ولمساعدتهم على تطوير صور ذاتية متعددة الطبقات من خلال فن الكولاج وورش الرسم، كما سيتم عرض القطع الفنية في معرض تستضيفه المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» يوم الجمعة 14 أكتوبر، إلى جانب أعمال فنانين آخرين ينضمون إلى هذه البطولة.
بدورها، قالت بياتريس جارسيا، مديرة الفنون في «ستريت تشايلد يونايتد»: يمثل كأس العالم للأطفال فرصة للتبادل الثقافي الحقيقي سواء من خلال الرقص، أو الرسم، أو الكلمة المنطوقة. فالفن يساعد على تسهيل توصيل المفاهيم للأطفال، لاسيما فيما يتعلق بتعريفهم لأنفسهم، مما يعزز شعورهم بذاتهم في المجتمع.
وأردفت: هناك الكثير من البهجة المصاحبة لكأس العالم للأطفال، وسيكون أمرا استثنائيا أن نشهد كافة الجوانب تنبض بالحياة من خلال الفن.
وتدعم كرة القدم والفنون الجمعية العامة لبطولة كأس العالم لكرة القدم للأطفال «الدوحة 2022»، التي سيتم استضافتها قبل النهائيات في 15 أكتوبر.. وتعتبر منصة ستمكن الشباب من توصيل أصواتهم للعالم، ومشاركة تجاربهم وقصصهم الخاصة لنشر الوعي وتثقيف الناس حول ظروفهم، كما ستمنحهم الفرصة للتحدث إلى قادة العالم وتقديم مطالبهم لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص الذي لم يحظوا بها يوما نظرا لظروف حياتهم الصعبة.
التزام قطر
وسيتم تشكيل المطالب في الجمعية العامة من خلال المناقشات التي ستعقد خلال جلسات مؤتمر مناصرة حقوق الأطفال على مدار الأسبوع، على أن يتم تجميع النتائج جنبا إلى جنب مع مداخلات القادة الشباب في «ستريت تشايلد يونايتد» في وثيقة رسمية بعنوان «التزام قطر»، وستمثل تعهدا جماعيا للمساعدة في النهوض بحياة الأطفال بلا مأوى، مثلما ستتم دعوة قادة المنظمات الشريكة لكأس العالم للأطفال لتوقيع التعهد مع ممثلي كأس العالم للأطفال، قبل مشاركته رقميا ليصادق عليه بقية العالم.
ويعد التزام قطر واحدا من عدد من المبادرات التي تركز على التعليم والرعاية الصحية والتي ستبدأ في كأس العالم للأطفال، وتهدف لمواصلة إحداث التغيير الإيجابي حول العالم في الأشهر التي تلي البطولة.